اثير مؤخرا فى الاوساط المهتمة بسلامة الغذاء بعض المخاوف عن مخاطر التعرض لمستويات عالية من مادة الاسيتالدهيد الكيماوية وخاصة بعد اعلان الوكالة الدولية لبحوث السرطان IARC) ) خلال شهر اكتوبر من عام 2009 م من تغيير تصنيف اصابة الانسان بمرض السرطان الناتج عن التعرض لمركب الاسيتالدهيد من عامل مسرطن محتمل لللانسان من المجموعة ( (2B الى المجموعة (1).
وتوجد هذه المادة وعلى نطاق واسع فى الطبيعة وهى مادة عضوية تطلق عليها العديد من المسميات منها على سبيل المثال لا الحصر (الدهيد حامض الخل او الالدهيد الاثيلى).
وتوجد هذه المادة بمستويات منخفضة فى بعض الاغذية مثل القهوة والخبز والفاكهة. كما تقوم النباتات بتكوين هذا المركب من خلال عملية الايض (الاكسدة) لمركب الايثانول. وتوجد ايضا هذه المادة بمستويات منخفضة فى بعض الاغذية التى تعتبر عملية التخمر أحد المراحل التى تدخل فى عمليات تصنيعها مثل منتجات الالبان والصويا والخضروات المعلبة والمشروبات غير الكحولية والعصائر’ كما تستخدم كاضافات غذائية لتحسين النكهة فى تصنيع بعض المعجنات (الكيك) والحلويات ومنتجات الالبان.
ويعتبر الافراط فى تناول المشروبات الكحولية بالاضافة الى التدخين من اهم العوامل التى تؤدى الى زيادة التعرض لمخاطر المستويات العالية من الاسيتالدهيد بالاضافة الى العاملين الذين يعملون فى الصناعات التى تقوم على استخدام الاسيتالدهيد مما يؤدى الى احتمالات الاصابة بمرض سرطان الجهاز الهضمى العلوى.
والجدير بالذكر أن وكالة سلامة الغذاء الفنلندية (EVIRA) قد قامت مؤخرا بتقديم نتائج بعض الدراسات التى قامت باجرئها حول مركب الاسيتالدهيد الى المفوضية الاوروبية وهيئة سلامة الغذاء الاوروبية لمساعدة اللجان العلمية بها فى اجراء دراسات تقييم المخاطر لهذه المادة من اجل التوصل الى توصيات تساعد على اتخاذ الاجراءات التى تحد من مخاطر مثل هذه المركبات واقرار الحدود الامنة من هذا المركب فى المنتجات الغذائية المختلفة .
وعلى الصعيد المحلى فان الهيئة العامة للغذاء والدواء تتابع عن كثب كل المستحدثات التى تتعلق بمثل هذه المخاطر كما تقوم باعداد الدراسات ذات العلاقة والتواصل مع المواطنين من اجل التوعية بكل ما يتعلق بسلامة الغذاء.