تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لقاحان جديدان لمكافحة سرطان عنق الرحم

2007-01-06

يمكن أن يؤدي الأخذ بلقاحين جديدين لمكافحة فيروس الورم الحليمي البشري، وهو الفيروس المسبّب لسرطان عنق الرحم، إلى التأثير تأثيراً كبيراً في صحة النساء في العالم النامي. ذلك أنّ أكثر من 000 250 من النساء لقوا حتفهم جرّاء سرطان عنق الرحم في عام 2005- علماً بأنّ الغالبية الكبرى من هؤلاء النسوة هنّ من سكان البلدان النامية.

والجدير بالملاحظة أنّ سرطان عنق الرحم هو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى النساء، وتقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أنّ الوفيات الناجمة عنه سترتفع بنحو 25% في السنوات العشر القادمة. وقد شهد عام 2005 حدوث ما يربو على 000 500 حالة جديدة من هذا السرطان سُجّل أكثر من 90% منها في البلدان النامية. ويؤدي سرطان عنق الرحم الذي يغزو الجسم، إذا ما تُرك بدون علاج، إلى الوفاة في جميع الحالات تقريباً.

وقد حقّقت عمليات الفحص المحكمة التنظيم وبرامج العلاج المبكّر نتائج عالية الفعالية في الوقاية من أكثر أنواع سرطان عنق الرحم شيوعاً، غير أنّها مكلّفة وصعبة التنفيذ في الأماكن التي تعوزها الموارد. وتم في عام 2006، الترخيص بإنتاج لقاح يحمي من الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري وبالتالي من المرض الناجم عنه، ومن المحتمل أن يُرخّص بإنتاج لقاح آخر في القريب.

ويضمن اللقاح الذي تم ترخيصه مؤخراً نجاعة في توقّي أنواع العدوى الناجمة عن نمطي فيروس الورم الحليمي البشري 16 و18 اللّذين يتسبّبان في نحو 70% من مجموع سرطانات عنق الرحم، وتوقّي أنواع العدوى الناجمة عن النمطين 6 و11 اللّذين يتسبّبان في قرابة 90% من الثآليل التناسلية. ويجري الآن استعراض هذا اللقاح ولقاح آخر من الناحية التنظيمية في شتى بلدان العالم، وقد يتيح هذان اللقاحان فرصة جديدة للتخلّص من سرطان عنق الرحم، الذي يحتل المرتبة الثانية في قائمة السرطانات التي تفتك بالنساء.

وقال الدكتور هوارد تسوكر، المدير العام المساعد الذي يشرف على دائرة التكنولوجيا الصحية والمستحضرات الصيدلانية، "إنّ اللقاحين الجديدين المضادين لفيروس الورم الحليمي البشري في العالم النامي كفيلان بإنقاذ مئات الآلاف من الأرواح إذا ما تم إيتاؤهما بفعالية. وتوسيع نطاق الأخذ بهذين اللقاحين من الأمور التي تكتسي أهمية كبرى، وذلك لأسباب عديدة منها: كونهما يساعدان على مكافحة إحدى السرطانات الفتاكة وكونهما من التكنولوجيات الفعالة التي تُضاف إلى البرامج القائمة في مجال مكافحة السرطان بالاستناد إلى الوقاية والفحص والعلاج."

ويتيح هذان اللقاحان-- اللّذان يستهدفان البنات في المقام الأوّل ويمكن توسيع نطاق استخدامهما ليشملا الصبيان في المستقبل، وذلك قبل أو لدى بلوغهم سنّ النشاط الجنسي-- فرصة فريدة من نوعها للوصول إلى شريحة سكانية يصعب، عادة، الوصول إليها، وهي شريحة صغار المراهقين. وبالتالي ينبغي اغتنام تلك الفرصة من خلال انتهاج استراتيجية متعدّدة الجوانب ترمي إلى تعزيز الصحة الجنسية والإنجابية عن طريق تدعيم البرامج الصحية الخاصة بالمراهقين.

وقالت آرليتي بينيل، رئيسة فرع الصحة الإنجابية بصندوق الأمم لمتحدة للسكان، "إنّنا لا نعرف التكاليف النهائية لهذين اللقاحين في البلدان النامية. غير أنّنا متأكّدون بأنّ توفيرهما على جناح السرعة في الأماكن التي تشتد الحاجة إليهما، أي في البلدان النامية، سيشكّل تحدياً كبيراً. والمعروف أنّ 80% من النساء اللائي يتوفين جرّاء سرطان عنق الرحم ينتمين، عادة، إلى الفئات الفقيرة ويعشن في المناطق التي لا تستفيد من الخدمات على نحو كاف. فأولئك النسوة هنّ اللائي سيستفدن أكثر الاستفادة من هذين اللقاحين اللّذين سيُتاحان بأسعار معقولة."

ولا بد من منح الأولوية لحشد الموارد اللازمة لتعزيز النُظم الصحية وشراء اللقاحين المضادين لفيروس الورم الحليمي البشري، وذلك على الصعيدين الوطني والدولي على حد سواء، ويجب إيجاد سُبل ابتكارية لتمويل عمليات الأخذ بهذين اللقاحين. كما يجب، على الصعيد الدولي، إقامة شراكات لمحاولة تقليص الفترة الزمنية الممتدة، عادة، بين التسجيل الرسمي للقاح وإتاحته في البلدان النامية، فضلاً عن تحديد سعر متفق عليه وبناء قدرات إنتاجية كافية لتزويد البلدان النامية به.

ويعود اللقاحان الجديدان المضادان لفيروس الورم الحليمي البشري، فضلاً عن كونهما وسيلة جديدة لتوقّي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً، بمنافع محتملة أخرى على النُظم الصحية عموماً. ويمكن أن يسهم توسيع نطاق استخدامهما في زيادة التنسيق بين أنشطة التمنيع ومكافحة السرطان وتحسين الصحة الإنجابية. كما أنّهما وسيلة لتشكيل خبرات قيّمة تساعد على الأخذ بلقاح محتمل لمكافحة فيروس الأيدز في المستقبل.