تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأدوية والرضاعة

2020-11-21

إن رضاعة الطفل رضاعة طبيعية توفر له غذاء صحي إلا أنه في بعض الحالات تحتاج الأمهات المرضعات إلى تناول بعض الأدوية أثناء الرضاعة الطبيعية. هذه الأدوية قد يكون لها تأثير محتمل على حليب الأم وقد تصل إلى الرضيع عن طريق الرضاعة. بشكل عام جميع الأدوية تنتقل لحليب الأم ولكن بدرجات متفاوتة. بعض الأدوية ليس لها تأثير يذكر وبعضها قد تتركز في حليب الأم بشكل أكثر. لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر مع كل دواء بشكل منفرد. قد تشكل الأدوية الموجودة في حليب الأم خطر أكبر على الأطفال حديثي الولادة وغير المستقرين صحياً وعلى الذين يعانون من ضعف في وظائف بعض الأعضاء مثل الكلى والكبد. إن كمية الدواء التي تمر في الحليب تعتمد على عدة عوامل، أهمها:
• نوع الدواء.
• الجرعة.
• توقيت الجرعات ووجبات الرضاعة. 
• مستوى الدواء في الجسم عندما يرضع الطفل.
مع ضرورة استشارة طبيبك، يمكن اعتبار أن أخذ بعض الأدوية أثناء الرضاعة الطبيعية آمن في الحالات التالية:
 

• الآلام والمسكنات:
o إن أفضل مسكنات للصداع والآلام الخفيفة هو دواء الباراسيتامول (Paracetamol) أو كما يُعرف باسمه الآخر الأسيتامينوفين (Acetaminophen) في بعض الدول الأخرى.
o أما إذا كان هناك حاجة لأدوية ضد الالتهابات لمعالجة الآلام القوية أو الحادة، فيمكنك استشارة طبيبك في ذلك. 
o يمكن استعمال الكريمات والبخاخات الموضعية المسكنة للألم مع مراعاة مدة الاستخدام. 
 

• مزيلات الاحتقان والأنفلونزا:
o يجب تجنب الأدوية التي تحتوي على مادة سيدوفيدرين (Pseudoephreine). فهذا الدواء يمكن أحيانًا أن يسبب الإزعاج والأرق للأطفال الرضع، كما أن الدواء له تأثير سلبي على تصنيع وإدرار الحليب. 
o من الممكن استخدام بخاخات احتقان الجيوب الأنفية مع الرضاعة. 
o لا ضرر من استعمال حبوب المص وسوائل المضمضة لآلام الحنجرة مع مراعات تجنب سوائل المضمضة التي تحتوي على مادة بوفيدون (Povidone iodine) حيث إن هذا المنتج قد يؤثر سلبًا على هرمونات الغدة الدرقية بجسم الرضيع.
 

• أدوية الحساسية:
يمكن استخدام مضادات الهيستامين بحذر حيث يمكن لبعضها أن تسبب النعاس للرضيع. استشيري طبيبك في ذلك قبل تناولها.
 

• أدوية منع الحمل:
o الحبوب الصغيرة والتي تحتوي على جرعات خفيفة من هرمون بروجسترون فقط هي أفضل خيار للمرضعات. 
o يفضل تجنب أخذ حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على كلاً من الإستروجين (Estrogen) والبروجستين Progestin)) لأنها تقلل ادرار الحليب.
 

• أدوية الجهاز الهضمي:
o الملينات:
* يُفضل استخدام الملينات القائمة على الألياف أثناء الرضاعة الطبيعية، لكن يجب الحذر من الجرعات الكبيرة حيث أنها قد تتسبب في إصابة الطفل بالإسهال. 
o أدوية عسر الهضم: 
* مضادات الحموضة يعتبر استخدامها لعسر الهضم والارتجاع المعدي المرئي آمن مع الرضاعة الطبيعية.
* مثبطات مضخة البروتون تعتبر آمنة على الأمهات المرضعات والرضع.
 

• الفيتامينات والمعادن والمستحضرات العشبية:
بعض مكملات الفيتامينات والمعادن آمنة للاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية مثل (فيتامين ب) بالجرعات العادية. لكن ليس كل الأدوية التي تحتوي على مكونات طبيعية أكثر أمانًا في الاستخدام. قد تحتوي العقاقير الطبيعية مثل المستحضرات العشبية على مكونات يمكن أن تكون خطيرة على الرضيع، لذلك يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي مكمل غذائي.
 

• الصرع والتشنجات:
على الرغم من أن هذه الأدوية تنتقل عن طريق حليب الأم، إلا أن معظم الأمهات اللاتي يستخدمن هذه الأدوية يمكنهن إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية. عليك الحذر والرجوع للطبيب والصيدلي لتقييم سلامة كل دواء حسب نشرته الدوائية.
 

• الأدوية النفسية ومضادات الاكتئاب:
يجب على الأمهات المرضعات استشارة الطبيب والصيدلي قبل تناول هذه الأدوية.
إجمالاً، لا توجد أدلة كافية توصي بإيقاف الرضاعة الطبيعية أثناء تناول بعض هذه الأدوية بجرعات قليلة، لكن يجب على الأم مراقبة الرضيع لأي أعراض نعاس أو سوء تغذية أو عدم تركيز قد تتسبب بها هذه الأدوية.
 

• الغدة الدرقية:
التحكم مستويات الغدة الدرقية يعتبر أمرًا بالغ الأهمية للنساء المرضعات. حيث أن الانخفاض بمستوى هرمون الغدة الدرقية يؤثر سلباً على إنتاج الحليب. استشيري طبيبك حول استخدام الدواء خلال فترة الرضاعة. 
لا يُنصح عمومًا بأي اختبار فحص أو علاج للغدة الدرقية باستخدام اليود المشع أثناء الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، إذا لزم الأمر، يمكن استخدامه لكن يجب على الأم الانتظار لعدة أيام حتى يتخلص الجسم من اليود قبل استئناف الرضاعة الطبيعية.
 

• المضادات الحيوية:
لا يستلزم وقف الرضاعة الطبيعية عند حاجة الأم لاستخدام مضاد حيوي في معظم الأوقات. لكن يجب توخي الحذر حسب نوع المضاد وسبب اخذه باستشارة الطبيب والصيدلي. 
 

• الامراض المزمنة والإرضاع:
الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وغيرها تتطلب استمرارية في أخذ العلاج مما يؤدي إلى تعرض الطفل لها بشكل مستمر في حال تواجدها بكثرة في حليب الأم. استشيري طبيبك قبل تناول الدواء والبحث عن بدائل آمنة متوفرة.
أخيرًا تنصح الهيئة العامة للغذاء والدواء دائمًا باستشارة طبيبك وطبيب الأطفال في كافة الأدوية التي تتناولينها حاليًا حتى يكون رحلة نمو سليمة لطفلك.