لقرونٍ طويلة شكّل الكافيين جزءًا من نظام البشر الغذائي، كونه مركبًا طبيعيًا يوجد في النباتات مثل حبوب القهوة والكاكاو، ويُعرف بتأثيره التحفيزي للجهاز العصبي المركزي، والذي يتمثل في رفع اليقظة وتحسين التركيز، ودوره في منع تأثير "الأدينوزين"، وهو المركب المسؤول عن الشعور بالنعاس، ما يعزز لدى مستهلكه شعور النشاط والحيوية.

وطبقًا لبعض الدراسات، فإن الكافيين قد يساعد على تحسين الأداء البدني لزيادة مستويات الأدرينالين في الدم، وتحفيزه لعملية التمثيل الغذائي ورفع معدل الأيض، الأمر الذي يساعد على حرق السعرات الحرارية بكفاءة أعلى. وبالرغم من ذلك فإن الاستهلاك المفرط للكافيين قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، إضافةً إلى أن تناوله في أوقات متأخرة من اليوم قد يؤثر على جودة النوم والإصابة بالأرق، ولذا فإن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) إلى جانب جهات تنظيمية أخرى حرصت على دراسة الحدود الآمنة لاستهلاكه.

وبالحديث عن المملكة العربية السعودية، فإن للقهوة والمشروبات المحتوية على الكافيين نصيبٌ كبير من الثقافة والممارسات اليومية. في دراسة حديثة أجرتها الهيئة العامة للغذاء والدواء لتقييم مدى استهلاك البالغين السعوديين للمشروبات المحتوية على الكافيين وقياس معدلات الكافيين المتناولة يوميًا شارك فيها 4367 بالغ من مختلف مناطق المملكة، حيث تم جمع معدلات استهلاك أنواع عدة من المشروبات المحتوية على الكافيين، مع الاعتماد على مصادر متعددة لحساب تركيز الكافيين وتطبيق أساليب تقييم المخاطر. تصدّرت القهوة السعودية قائمة المشروبات الأكثر استهلاكًا بنسبة 79%، تليها المشروبات الغازية بنسبة 75%، ثم الشاي المحلى بنسبة 69.3%، واستحوذت الفئة العمرية ما بين 30 و44 عاما على الأكثر استهلاكًا لهذه المشروبات، حيث بلغ متوسط الاستهلاك اليومي للكافيين للفرد السعودي 131 مجم، بمعدل استهلاك 145 مجم للذكور مقابل 120 مجم للإناث.

كما أظهرت الدراسة أن متوسط التعرض للكافيين يقدّر بــ 0.32 مجم يوميًا، مما يشير إلى انخفاض احتمالية حدوث مخاطر صحية لدى المشاركين، كما أن معدل استهلاك الحوامل والمرضعات يظل ضمن نطاق الحد الآمن، في إشارة على عدم وجود مصدر قلق كبير في الوقت الحالي داخل المملكة بالنظر مع الكميات المُستهلكة.

مع ذلك تشير الدراسة إلى أهمية عمل المختصين في الصحة العامة على رفع مستوى الوعي المجتمعي حول التأثيرات الصحية للكافين وضمان اتّباع عادات استهلاكية سليمة تساهم في الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع.