تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

بيانات عالمية تثبت مأمونية لقاحات أنفلونزا الخنازير A-H1N1 بعد 3 أشهر من ترخيصها عالميا

2014-07-16

أصدرت الهيئات الرقابية العالمية في بريطانيا والولايات المتحدة ووكالة الأدوية الأوربية ( EMEA ) المعنية بالدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي عدة بيانات حول مأمونية لقاحات أنفلونزا الخنازير (A-H1N1) بعد استخدامها في الفترة السابقة، وذلك بعد ما يقارب الثلاثة أشهر من ترخيص واستخدام هذه اللقاحات، حيث أخذ جانب الأمان لهذه اللقاحات أبعادا كثيرة وحيزا كبيرا من الطرح سواء على الجانب الشعبي أو على المستوى الإعلامي المحلي المرئي منه والمقروء.

وأوضحت البيانات أنه وزع في أوربا مايقارب من 75 مليون جرعة من اللقاح بحيث تلقى حوالي 30 مليون شخص ( منهم 218 ألف امرأة حامل ) هذا اللقاح المسجل في وكالة الأدوية الأوربية تحت ثلاث أسماء تجارية وهي Clevapan, Focetria, Pandemrix. ويعتبر لقاح Pandemrix اللقاح الوحيد المسجل في المملكة العربية السعودية حتى الآن.
 كما استقبل مركز التيقظ الدوائي الأوربي (
EudraVigilance) في تلك الفترة حوالي 8745 بلاغا عن آثار جانبية محتملة للقاح من الدول الأعضاء. وكما كان متوقعا, كانت معظم هذه البلاغات تشير إلى آثار جانبية عادية (غير خطيرة) قد تحدث مع أي لقاح آخر.
ومن هذه البلاغات, فقد كان هناك 13 بلاغا حول آثار جانبية مشتبهة بمتلازمة جوليان بير (
GBS) مسجلة ضد هذه اللقاحات. أربع حالات من الثلاث عشرة حالة لم يكن التشخيص فيها مؤكدا. هذه الحالات سجلت في الأشخاص البالغة أعمارهم بين 24-79 سنة واستغرق ظهور المتلازمة مابين يوم إلى شهر. وفي هذه الحالة لايمكن الجزم بأن اللقاح كان السبب الرئيس في ظهور هذه المتلازمة حيث أن هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى ظهورها مثل الالتهاب الفيروسي, التهاب الأمعاء ببكتيريا C.jejuni, إجراء عمليات جراحية سابقا, الإصابة بأورام لمفية أو الذئبة الحمامية. كذلك يجب الأخذ بالحسبان أنه مع أخذ مايقارب من 28 مليون شخص في أوربا للقاح أنفلونزا الخنازير بأحد أشكاله التجارية المصرحة, إلا أن المتلازمة لم تظهر إلا في 13 حالة فقط, ويعتبر ذلك أقل بكثير مما كان متوقعا حسب الدراسات السابقة التي كان تشير إلى احتمالية وقوع الإصابة في شخص واحد من مائة ألف ممن أخذوا اللقاح خلال سنة. ويستنتج من ذلك أنه لادليل حتى الآن على تسبب لقاح أنفلونزا الخنازير بحدوث الإصابة بالمتلازمة العصبية.

وفي بريطانيا, هنالك لقاحان مسجلان وهما pandemrix –نفس المسجل في المملكة- وكذلك Clevapan. وقد أعطي حوالي 3.4 مليون شخص أحد اللقاحين ويعتبر pandemrix الأكثر استخداما هناك. حينها وحتى يوم 29 ديسمبر 2009, تلقت وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية البريطانية 2534 بلاغا عن آثار جانبية مشتبهه بسبب استخدام هذه اللقاحات. وكما هو الحال في أوربا, كانت جميع الآثار الناتجة في حدود المتوقع, حيث أنها كانت إما آثار ناتجة في مكان الحقن (ألم, انتفاخ, احمرار), أو أعراض عامة مثل الغثيان, القيء, الدوخة, ألم في العضلات, حمى, إعياء, صداع أو انتفاخ في الغدد وهي بشكل عام غير خطيرة وقصيرة الأمد. بالنسبة للنساء الحوامل, فلم يتعد عدد البلاغات المسجلة نتيجة تطعيم الحوامل حدود المتوقع استنادا على المعدلات المسجلة ولذلك وكما هو الحال للخبرة الأوربية المذكورة أعلاه فإنه لادليل على وجود أي مخاطر ناتجة عن أخذ المرأة الحامل للقاح A-H1N1. أما بالنسبة لمتلازمة جوليان بير, فقد سجلت حالتي اشتباه بالمتلازمة نتيجة أخذ اللقاح ولكن وكما ذكر سابقا فإن المتلازمة قد تنشأ لأسباب أخرى مثل الالتهابات الفيروسية و قد تظهر أيضا بدون سبب واضح خصوصا في فصل الشتاء. الجدير بالذكر, أنه على الرغم من أن لقاح الأنفلونزا الموسمية لايسبب الإصابة بمتلازمة جوليان بير, إلا أن وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية البريطانية استقبلت أكثر من 90 بلاغا حول الاشتباه بالإصابة بهذه المتلازمة كأثر ناتج عن استخدام لقاح الأنفلونزا الموسمية خلال العشرين سنة الماضية. تجدر الإشارة هنا إلى أنه لم تظهر بسبب أخذ اللقاح أي مشاكل جديدة حول مأمونية اللقاح لم تكن ظاهرة من قبل. وبشكل إجمالي إذا قورنت سلبيات اللقاح بإيجابياته, فإن إيجابياته تكون هي الطاغية.

كما لاننسى أن نذكّر هنا بتعديل وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية البريطانية لجرعة لقاح أنفلونزا الخنازير (A-H1N1 Pandemrix) ليكون جرعة واحدة للأطفال مابين ستة أشهر إلى 10 سنوات مع استثناء المرضى منقوصي المناعة من نفس الفئة العمرية بحيث يتحتم عليهم أخذ جرعتين حسب التوصيات السابقة.

أما في الولايات المتحدة الأمريكية, أشار مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أنه تم توزيع مايقارب 95 مليون حقنة من لقاح أنفلونزا الخنازير حسب الإحصاءات إلى نهاية 23 ديسمبر 2009. حينئذ استقبل نظام رصد الآثار الجانبية الناتجة عن اللقاحات (VAERS) 6945 بلاغا عن آثار جانبية محتملة للقاح أنفلونزا الخنازير. معظم هذه البلاغات (95%) كانت آثارا جانبية عادية (غير خطيرة). أما البلاغات الخطيرة (5%) فلم تختلف في نسبتها عن تلك المرصودة والناتجة عن استخدام لقاح الأنفلونزا الموسمية. كذلك وكما قد قيل سابقا لم تظهر أي آثار جانبية جديدة لم تكن معلومة من قبل. أما بالنسبة لمتلازمة جوليان بير, فقد سجل 32 بلاغا ومسبباتها قيد الدراسة مع العلم أن هناك حوالي 80-160 حالة إصابة بالمتلازمة تحدث كل أسبوع بغض النظر عن استخدام اللقاح من عدمه حسبما أشار إليه التقرير.

أما في المملكة العربية السعودية فقد تلقى المركز الوطني للتيقظ والسلامة الدوائية التابع للهيئة 81 بلاغا حول لقاح أنفلونزا الخنازير من قبل المواطنين بعد أكثر من شهرين من ترخيص استخدامه في المملكة العربية السعودية حيث كانت جميع البلاغات التي وردت طبيعية ولم تتعد الأعراض العادية الموجودة في النشرة والمتعارف عليها في أي لقاح كان (مثال: ألم في مكان الحقن, آلام في العظام والمفاصل).

- في حالة وجود أي استفسار عن اللقاح, يرجى الاتصال على المركز الوطني لمعلومات الأدوية والسموم في الهيئة العامة للغذاء والدواء.